سورة الزخرف - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزخرف)


        


{وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12)}
{الأزواج كُلَّهَا} يعني أصناف الحيوان والنبات وغير ذلك.


{لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}
{لِتَسْتَوُواْ على ظُهُورِهِ} الضمير يعود على ما تركبون {ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ} يحتمل أن يكون هذا الذكر بالقلب أو باللسان، ويحتمل أن يريد النعمة في تسخير هذا المركوب أو النعمة على الاطلاق، وكان بعض السلف إذا ركب دابة يقول: الحمد لله الذي هدانا للإسلام، ثم يقول: {سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} أي مطيقين وغالبين {وَإِنَّآ إلى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} اعتراف بالحشر فإن قيل: ما مناسبة هذا للركوب؟ فالجواب: أن راكب السفينة أو الدابة متعرض للهلاك بما يخاف من غرق السفينة، أو سقوطه عن الدابة، فأمر بذكر الحشر ليكون مستعداً للموت الذي قد يعرض له، وقيل يذكر عند الركوب ركوب الجنازة.


{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15)}
{وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} الضمير في جعلوا لكفار العرب، وفي {لَهُ} لله تعالى، وهذا الكلام متصل بقوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ} [الزخرف: 9] الآية والمعنى أنهم جعلوا الملائكة بنات الله، فكأنهم جعلوا جزءاً من عباده نصيباً له وحظاً دون سائر عباده. وقال الزمخشري: معناه أنهم جعلوا الملائكة جزءاً منه وقال بعض اللغويين: الجزء في اللغة الإناث واستشهد على ذلك ببيت شعر قال الزمخشري وذلك كذب على اللغة والبيت موضوع.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8